من الملاعب إلى المقابر: الاحتلال الإسرائيلي يواصل استهداف الرياضيين الفلسطينيين
منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم يسلم القطاع الرياضي الفلسطيني من جرائم الاحتلال، حيث استُهدف الرياضيون بشكل مباشر، ما أدى إلى استشهاد مئات اللاعبين والمدربين والحكام والمسؤولين الرياضيين، في ظل غياب أي موقف واضح من الاتحادات الدولية والجهات الرياضية العالمية.
في هذا التقرير، منصة VAR لرصد وتدقيق المعلومات والأخبار الرياضية ترصد الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرة الرياضية الفلسطينية، ومنها ملابسات استشهاد اللاعب الفلسطيني سليمان العبيد..
سليمان العبيد.. “بيليه فلسطين” شهيد المساعدات:
في السادس من أغسطس 2025، فقدت الرياضة الفلسطينية أحد أبرز رموزها، النجم الدولي السابق سليمان العبيد، الملقب بـ”بيليه فلسطين”. العبيد، الذي مثّل المنتخب الوطني لعقود ولعب لنادي خدمات الشاطئ، استُشهد برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء وقوفه في طابور للحصول على مساعدات إنسانية جنوب قطاع غزة.

روايات أسرته أكدت أن الجنود أطلقوا النار بشكل مباشر على طوابير المدنيين، ما أدى لإصابته في الصدر ونزفه لثلاث ساعات قبل أن يفارق الحياة. خبر استشهاده أثار جدلاً واسعاً، إذ نعاه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) ببيان على منصة “إكس”، فيما تساءل النجم المصري محمد صلاح: “هل يمكنكم أن تخبرونا كيف مات وأين ولماذا؟”، وهو ما دفع المتحدث باسم جيش الاحتلال إلى إنكار أي مسؤولية، رغم الشهادات الميدانية الموثقة.

محمود رافع شاهين: ضحية جديدة من “التفاح الرياضي”
في 7 أغسطس 2025، أُعلن عن استشهاد محمود رافع شاهين، لاعب نادي التفاح الرياضي، برصاص قوات الاحتلال أثناء تواجده جنوب قطاع غزة. الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم نعى الشهيد عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا استمرار الجرائم الممنهجة بحق الرياضة، وأن شاهين هو ثاني لاعب من نفس النادي يُقتل خلال أسبوعين، بعد استشهاد زميله إسماعيل أبو دان أثناء وقوفه في طابور المساعدات الإنسانية.

شهداء بالجملة:
لم يكن العبيد الضحية الوحيدة؛ بل جاءت شهادته امتداداً لمسلسل طويل من الجرائم ضد الأسرة الرياضية الفلسطينية:
في نوفمبر 2023، أعلن اتحاد كرة القدم الفلسطيني عن 85 شهيداً من الرياضيين، بينهم 55 من لاعبي كرة القدم و30 من رياضيي الألعاب الأخرى.
مع نهاية مارس 2024، ارتفعت الحصيلة إلى 179 شهيداً، منهم 104 في كرة القدم، بينهم 26 طفلاً و78 شاباً.
في يونيو 2024، صرّح رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية جبريل الرجوب بأن عدد الشهداء تجاوز 300 رياضي وحكم وإداري.
وفي أغسطس 2025، وصلت الحصيلة إلى 668 شهيداً من الأسرة الرياضية، بينهم 339 من أسرة كرة القدم وحدها، و235 من الاتحادات الأولمبية، إضافة إلى 107 من أبناء الحركة الكشفية.

أسماء رياضية لامعة طالتها آلة الموت الإسرائيلية:
– هاني المصدر، المدرب العام للمنتخب الأولمبي، استشهد في يناير 2024 إثر إصابته بشظايا صاروخ وسط القطاع.
– محمد خطاب، الحكم الدولي، استشهد مع أسرته في قصف على منزلهم بدير البلح في فبراير 2024.
– شادي أبو العراج، حارس مرمى شباب خان يونس، ارتقى في يوليو 2024 بعد استهدافه بالقصف.
– يوسف حمادة، لاعب شاب (21 عاماً)، استشهد في غارة إسرائيلية مارس 2024.
– مصطفى شاهين، مدافع شباب جباليا، قُتل في أكتوبر 2024 مع والدته بغارة على بيت لاهيا.
– مجدي جمال سالم، لاعب مركز شباب طولكرم، ارتقى في أكتوبر 2024 بمجزرة بالمخيم.
– ساجد العروقي، حارس الصداقة، استشهد في نوفمبر 2024 مع أفراد أسرته، بعد أشهر من استشهاد شقيقه الحارس عبدالرحمن العروقي.
– عودة الهذالين، لاعب أندية مسافر يطا وسوسيا، استشهد برصاص مستوطن إسرائيلي في يوليو 2025 بالخليل.
– معاذ علاء الحواجري ونصر الله المقاطعة، استشهدا في أغسطس 2025 أثناء انتظار المساعدات الإنسانية.
استهداف ممنهج.. وصمت دولي مخزٍ:
ورغم ضخامة الأرقام والجرائم، لم يصدر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أو الاتحادات القارية، أو الكيانات الرياضية أي إجراء ملموس، باستثناء بعض بيانات التعزية الشكلية. هذا الصمت يراه مراقبون بمثابة “تواطؤ غير مباشر”، يعكس ازدواجية المعايير في التعامل مع قضايا إنسانية ورياضية.
منصة VAR، تنشر لكم في الأيام القادمة تقريرًا عن المنشآت الرياضية الفلسطينية التي دمّرها الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023م، فانتظرونا.
المصادر: مصدر 1 – مصدر 2 – مصدر 3– مصدر 4 – مصدر 5 – مصدر 6